Powered By Blogger

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

الإتجاهات الحديثة في الإشراف التربوي

اتجاهات حديثه في الاشراف التربوي 
 

(الاشراف القائم على الأداء)


لقد نشأ الإشراف التربوي مع بداية وجود التربية متأثراً بالتغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها الحضارة خلال العصور المتعاقبة ، والمتتبع لتطور الإشراف التربوي يرى أن مفهومه بمعناه وممارساته المتعارف عليها الآن لم يتبلور في التربية والتعليم إلا حديثاً ، حيث نشأ الإشراف التربوي في أول أشكاله في القرن السادس عشر في مدينة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث نظمت لجان من الآباء لزيارة المدارس ، ومراقبة أعمال المعلمين ، ثم تزايدت أعداد المدارس ، فتم تفريغ أحد المعلمين ليقوم جزئياً بمهام الإشراف على المعلمين ، إلى أن تولدت القناعة بأن يقوم بهذه العملية شخص معين هو مدير التربية في المنطقة.
ويسعى الإشراف التربوي من خلال أدواره والمهام الموكلة له إلى غاية أساسية تتمثل في تحقيق جودة التعلم وتحسين نوعيتهوالإشراف التربوي من مجالات التربية والتعليم ،التي تتطور نظرياته وتطبيقاته ونماذجه ومهاراته بصورة متسارعة، نتيجة طبيعية لتطور أبحاثه وأبحاث المجالات التربوية والإدارية المرتبطة به، فهناك تغير نوعي في الإشراف التربوي على صعيد النظرية والتطبيق، ويفرض هذا التغير تحديات على المسؤولين عن الإشراف التربوي والمشرفين التربويين، لمواكبة هذا التغير المستمر
وانطلاقاً من أدوار الإشراف التربوي الهادف إلى تجويد المنظومة التعليمية بكامل عناصرها وتطويرها، وإحداث التكامل بينها بما يكفل تحسين المخرجات النوعية لبيئات التعلم المختلفة، فقد برزت الحاجة إلى إعادة النظر في مجمل العمليات الإشرافية على مستوى الفكر والممارسة، والبنى التنظيمية والهيكلية للإشراف التربوي وتطويرها، ليتمكن من أداء رسالته في تطوير بيئات التعلم بكفاءة وفاعلية.
وبناء على ما سبق،فان هذا الأنموذج الجديد في الإشراف التربوي ” الإشراف المعتمد على أداء الطلاب” يقوم على الحاجات التعليمية الحقيقية للطلاب performance-Based  Supervision.كما أن هذا الأنموذج الجديد للإشراف التربوي ليس بديلا عن أي أنموذج إشرافي قائم اليوم، بل هو إطار حاضن لما هو قائم، وإضافة جديدة للنظرة الحديثة للتعلم (البنائية) والنظرة الحديثة لأسلوب التعامل مع المعلم(تمكين المعلمين) والنظرة الحديثة لأسلوب تنمية المعلم (الممارسة التأملية)  فهو منسجم مع الرؤية العامة للوزارة التعليم وأهدافها، وخططها, الرامية لإحداث التحول المنشود في الأنموذج التربوي بصورة عامة، وبيئات التعلم المدرسي على وجه الخصوص، هذا التحول يعزز الهوية المهنية من جهة، ويتواءم مع التوجهات الحديثة للإصلاحات التربوية المعتمدة على المعرفة المعاصرة حول عملية التعلم، ومعطيات عصر المعرفة والمجتمع المعلوماتي من جهة أخرى. وبناء على ذلك فان أنموذج الإشراف المعتمد على الأداء لا يعني إلغاء أدوار الإشراف التربوي ومهامه المتعارف عليها أو التقليل من أهميتها, بل يمثل إضافة يمكن أن تسهم في تعزيز الجهود الإشرافية الرامية إلى تطوير قدرات المعلمين ورفع مستوى التحصيل الدراسي للطلاب, ومن ثم تحسين العملية التربوية والتعليمية بكافة عناصرها, فهو يأتي في سياق تكاملي بما يضمن للعملية التربوية والتعليمية التجدد المستمر والتكيف مع التغيرات المعاصرة.
مفهوم الاشراف التربوي المعتمد على الأداء Standard
جاءت فكرة هذا الأنموذج، من حاجة الميدان التربوي إلى نماذج عملية للإشراف التربوي تساعد على تطوير أداء المعلمين بشكل خاص والمدرسة بشكل عام، فالمطلع على الميدان التربوي يرى الحاجة إلى نماذج عملية للممارسات الإشرافية، تلامس حاجات المعلمين وتستهدف أداء الطلاب.ولذلك فأن أخطر تحديات القرن الحادي والعشرين، هي تفاقم المشكلات النوعية في أنظمة التعليم العربي، بمعنى أن مخرجات نظام التعليم العربي ليست على المستوى المطلوب والنوعية المرغوب فيها، وأن ثمة بوناً بين الأهداف المرسومة والنتائج المتوصل إليها، وخير شاهد على ذلك، ما يشاهد اليوم في معظم الدول العربية من بطالة لدى المتخرجين تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم،كما أن في إعداد المعلمين وتدريبهم قصوراً واضحاً في مناهج الإعداد، وغلبة النمطية والتكرار وضعف المؤسسات التربوية لبرامج الإعداد والتدريب للبحث والتجريب التربوي .
وبناء على ذلك، فأنموذج الإشراف المعتمد على الأداء” Performance – Based Supervision  ” أو ما يسمى ” بالإشراف الداعم للتعلم” جاء ليرفع من مستوى إعداد المعلمين, ويُساعد مدير المدرسة والمشرف التربوي على العمل المركز مع المعلمين في جو من المهنية والعلاقات الإنسانية، لتطوير أدائهم سعياً لاستهداف تطوير محدد في تحصيل الطلاب، وقد أُدْرِجَ وصُنِّف هذا الأنموذج ضمن نماذج الإشراف الصفِّي، فهو  يركِّز على أداء المعلِّم التدريسي إلا أنه يربطه بشكل مباشر بالمجالات الأكثر حاجة في أداء الطلاب، وهو ما أسماه الأنموذج (منطقة التركيز) أو (التعلُّم الأساسي).
كما أن هذا الأنموذج يرسم طريقاً نحو نمو مهني حقيقي، نمو مهني يُقدِّر مهنية المعلمين بينما في الوقت نفسه يستهدف حاجات فعلية للطلاب، ويركز على إنجازاتهم, وينتقل من النفق الضيق لدرجات الاختبارات المقننة إلى فضاء رحب، يرنو نحو نظرة أوسع للبيانات شاملة لأعمال الطلاب الحقيقية، وإنجازاتهم الأصلية للمعلم والطالب على حداًسواء وقد تم بناء هذا الأنموذج وتطبيقه للمرة الأولى في عام 2006م بولاية (كنيكتيكيت) بالولايات المتحدة الأمريكية، وطرحه كل من: (جيمس أسلتين James M. Aseltine ، وجوديث فارينيارز Judith O. Faryniarz ، وأنطوني ديجبيليوAnthony J. Rigazio- DiGilio  ) وقد تم طبعه في كتاب أصدرته الجمعية الأمريكية لتطوير المناهج والإشراف Association for Supervision and Curriculum Development (ASCD)
بعنوان: الإشراف التربوي الداعم للتعلم – توجيه قائم على الأداء في إنماء المعلمين وتحسين أداء المدرسة   for Learning   Supervision
A Performance-Based Approach to Teacher Development and School Improvement
وكان من نتائج هذا الأنموذج في الولايات المتحدة الأمريكية، كما يؤكد أسلتين وآخرون (2006،) أنه قد أظهر لهم الخبرة في العمل، كما كان هناك أثراً إيجابياًّ متزايداً على تعلُّم الطلاب، وهذه النتائج بدورها تولِّد رغبة أقوى لتطوير الممارسات التدريسية، وتوقد شعوراً عميقاً بالرضا المهني لدى المعلمين.ولتوضيح فاعلية الأنموذج وأثره في تحسن تحصيل الطلاب ونمو المعلمين مهنياً، فقد تم تطبيقه في بيئات مختلفة من ولاية (كنيكتيكيت) الأمريكية، في مدرسة متوسطة ريفية, وفي مدرسة متوسطة داخل المدينة, وفي مدرسة متوسطة مهنية فنية،  فكانت النتائج في هذه البيئات الثلاث واحدة:
1- تحسن ورفع مستوى تحصيل الطلاب الدراسي بشكل ثابت.
2- نمت قدرة المعلمين على بناء تدخلات تدريسية إستراتيجية، اعتماداً على بيانات أداء الطلاب.
1-  أصبح نمو المعلمين المهني مرتبطاً بشكل أكبر بحاجات الطلاب التعلمية.
2- أصبح تحصيل الطلاب ونمو المعلمين والمديرين مرتبطاً بشكل أقوى بإجراءات تطوير المدرسة.
وللأنموذج أهمية تتمثل في أنه يستفيد من الأساليب الإشرافية المتنوعة الأخرى (الإشراف الصفي التقليدي – الإشراف التطوري – الإشراف المتنوع) لكنه يطورها وينظمها ويعيد ترتيبها وفق إجراءات محددة، بحيث تشكل في مجموعها آلية عمل واضحة تهدف في المقام الأول إلى رفع مستوى التحصيل الدراسي للطلاب, ومساعدة المعلمين على تحقيق النمو المهني. ومن المبادئ التي ينطلق منها الإشراف القائم على الأداء:
1- النظرة البنائية للتعلم: أي أن الفرد يبني المعرفة داخل عقله ولا تنتقل إليه مكتملة، مما يعني أن هذا الأنموذج يركز على المعاني والأسس التي يبنيها الفرد (المتعلم) بنفسه، بحيث يكون مسئولاً عن توجيه خبرات تعلمه بشكل ذاتيSelf Study.
2- تمكين المعلمين Empowerment Teachers: ويعني هذا المبدأ إعطاء المعلمين شيئاً من السلطة والحرية في اتخاذ القرار، فيما يتعلق بأدائهم التدريسي ونموهم المهني، مع تحملهم مسؤولية ما يقومون به من أعمال.
3- الممارسة التأملية Reflective: وهي أن لدى المعلمين قناعات كثيرة متجذرة في نفوسهم توجه أنماط سلوكهم، ومن هنا فإن الممارسة التأملية تؤدي إلى إحداث تغيير إيجابي في تلك السلوكيات، وهذا يتطلب من المعلمين أن يراجعوا القناعات والفرضيات التي توجه تدريسهم، ويعيدوا النظر فيها بشكل مستقل للتأكد من سلامتها وقدرتها على تحقيق أهداف المؤسسة التربوية،كما أن على المؤسسة التعليمية أن تتيح الفرصة للمعلمين، ليكون لهم دور في وضع أهداف وغايات العمل الذي يقومون به.
ولهذا الأنموذج معايير تضبطه تسمى(معايير التميز) وهي من الأمور الأساسية للإشراف المعتمد على الأداء، فهذه المعايير تحدد العمليات الرئيسة والانجازات التي سوف يحققها الطالب والمعلم تحت إشراف المشرف التربوي، وقد أوردها العبد الكريم(2010م) ترجمة ونقلا عن أسلتين وآخرون  (et, al Asltine (2006وهي على النحو التالي:
-إعداد المعلم: هذه العملية التي من خلالها يبدأ المعلم جمع المعلومات عن حاجات الطلاب التعليمية، وبناء فكرة متنامية لمجال تعلم أساس واضح ومركز ومعتمد على المعايير، ليكون مركزاً مناسباً لهدف تحسيني (منطقة التركيز).
-التشارك المبدئي: يقوم المعلم مع المشرف بتحليل بيانات الطلاب بشكل أعمق، ويتوصلان إلى نقطة تركيز نهائية، وتفصيلات هدف التحسين، لبناء خطة النمو المهني.
-الملاحظة المبدئية: يبدأ المعلم في المشاركة في النمو المهني وتطبيق استراتيجيات تدريسية تدعم تعلم الطلاب وتحصيلهم الدراسي مع التعديلات الضرورية أثناء سير العملية.
-مراجعة منتصف الدورة: في منتصف العام أو أي نقطة مناسبة يراجع المعلم و المشرف التقدم أو التأخر إلى حيث انتهيا، بتفحص المنتجات المرتبطة بمبادرات المعلم وتحصيل الطلاب الدراسي، وتعديل الخطة عند الحاجة.
-الملاحظة الثانوية: يواصل المعلم تنفيذ خطة النمو المهني وتعميق التعلم المرتبط باحتياجات الطلاب، وذلك باستخدام طرق تقويم مطورة لتوجيه القرارات أو التدخلات التدريسية.
-المراجعة الختامية: بنهاية كل دورة يراجع المعلم والمشرف التربوي رابطين استراتيجيات التدريس والتدخلات بنتائج تعلم الطلاب وبيانات تحصيلهم الدراسي من خلال مبادرة المعلم بتقديم تقرير نهائي يحتوي على تأمل مكتوب يحلل فيه العمل السابق إلى تاريخه, كما يقوم المعلم ببناء أفكار ومقترحات عن حاجات الطلاب الدراسية للقيام بها مستقبلا مع قابليتها للمناقشة والمشاركة مع المشرف التربوي بالإضافة إلى تقديم المعلم لمنتجات (أعمال) تسند ذلك التقرير, وتكون قاعدة ومؤسسة على البيانات وقابلة للمداولة.ومن أساليب النمو المهني في أنموذج الإشراف المعتمد على الأداء:
1-أسلوب الإشراف التربوي Education Supervision:
وهو المهتم بتحسين البيئة المدرسية، وتطوير الأنشطة التربوية المفيدة إلى جانب العمل على ترقية الممارسات التدريسية للمعلمين، وتقديم أفضل الخبرات التدريسية لهم، بالإضافة إلى تحسين النمو المهني للمعلمين, وهذا ما يتوافق مع أنموذج الإشراف المعتمد على أداء الطلاب حيث أنه يقدم أفضل الممارسات التدريسية والإشرافية.
2-أسلوب التعاون والتفاعل مع الزملاء والإدارة المدرسية Cooperative  Learning:
حيث تكون ثمرة هذا التعاون في منهج التدريس هي تنمية المعالجة المهنية وتحسين المناخ المدرسي، وتطوير كفايات العمل لدى جميع العاملين بالمدرسة، وهنا يحظي المعلم الجديد، برعاية المعلمين ذوي الخبرة واهتمامهم وتوجيههم، لتحسين أداءهم في التدخلات التدريسية, مثل تبادل الزيارات الصفية مع الزملاء، ويتبع ذلك مناقشة تجري بين الزميلين أو الزملاء، تساعد المعلم على تلمس النقاط الإيجابية والنقاط السلبية في ممارساته الصفية.
ومثل تدريب الأقران Peer Coaching حيث يُقسم المعلمون في هذه الفئة إلى مجموعات صغيرة تتراوح بين (2-3) معلمين، ويقومون بزيارات صفية بينهم،هدفها ملاحظة تدريس بعضهم بعضاً، ويعقب ذلك مداولات إشرافية Supervisory Conference عما لاحظوه وتقديم المساعدة اللازمة فيما بينهم.
3– اللقاءات التربوية Education Conference  : حيث يتعاون المعلمون ومدير المدرسة مع المشرف التربوي لتحديد الموضوعات المراد طرحها في تلك اللقاءات، ووضع جدول زمني لها .
4– التحليل الذاتي للأداءAnalysis Self Performance : وفيه يقوم المعلم بتصوير عدد من الدروس التي يؤديها، ثم يعيد مشاهدتها متأملاً فيها ومسجلاً بعض ملاحظاته حول أدائه فيها، ويكتب تقريراً حول هذه التأملات والملاحظات، يطلع عليها مدير المدرسة والمشرف التربوي للاستئناس برأييهما.
5-أسلوب التعلم الذاتي Self Learning:
وهنا يقوم المعلم في أنموذج الإشراف المعتمد على الأداء، بالتطوير من معارفه ومهاراته من خلال التأمل في ممارسته اليومية، ومن خلال القراءة الحرة في المراجع العلمية الإضافية.
6-أسلوب التعلم عن بعد :
ويسهم هذا الأسلوب بدوره في تلبية بعض الاحتياجات التدريبية للمعلمين، وترقية إلمام المعلمين بالمواد الدراسية ومفاهيمها الأساسية، بالخبرات التربوية والمهنية الأساسية حولها.
7- الاطلاع الخارجي ( القراءات الإضافية) Reading  :
القراءات الخارجية (الاطلاع الخارجي) التي يقوم بها المعلم في إثراء مادته، لا تقتصر على مرحلة معينة من مراحل التعليم، بل هي تستخدم في جميع المراحل التعليمية، فالمعلمون الذين يكونون على اطلاع دائم بموادهم، يكونون من أصحاب الانجاز الملموس، وتجدهم دائماً في تطور ملحوظ في الاهتمامات والسلوكيات
كما وإن إعمال العقل وممارسة التفكر في الممارسات المهنية التدريسية للمعلم، أصبحت عمل يومي وأسلوب حياة، فهي ضرورة يتطلبها أنموذج الإشراف المعتمد على الأداء من ناحية، وضرورة عصرية تفرضها المتغيرات الحضارية للقرن الحادي والعشرين من ناحية أخرى، فالممارسة التأملية أصبحت سمة أساسية للمعلم في هذا الأنموذج الجديد تقوده لتطوير أدائه والرقي بمهنته.
وفي أنموذج الإشراف المعتمد على أداء الطلاب، وجد أن التأمل في التدريس هو عبارة عن مذكرات خاصة بالمعلم متصلة بعملية التدريس، يكتب فيها آراءه ومرئياته، حول ما قام به من أنشطة وبرامج حول أثر الأنموذج في رفع مستوى التحصيل الدراسي للطلاب من خلال نمو المعلم مهنيا.
خطوات عملية التأمل في التدريس:
وهناك خطوات عمليه لهذا التأمل لها علاقة مباشرة بأنموذج الإشراف المعتمد على الأداء وهي كالتالي:
1- جمع بيانات وصفية : من خلال جمع معلومات عن كل ما يحدث داخل الفصل الدراسي  أو التسجيل الصوتي للدرس، أو نظرة الطلاب، أو رؤية زملاء المهنة.
2-تحليل البيانات: عن طريق جمع البيانات، والقيام بتلخيص كتاباته وتسجيل ملاحظاته في سجله، ومقارنتها ببعضها البعض وملاحظات زملائه.
3- دراسة البدائل التي تقدم الأفضل: وذلك من خلال القراءة في مصادر المعلومات أو مناقشة التحليلات مع المتخصصين (كالمشرف التربوي), أو زملاء العمل، لدفع المعلم وتشجيعه على التفكير بطرق مختلفة.
4- تطبيق خطة تتضمن رؤى جديدة : لربط المعلومات المكتسبة من العملية التأملية بالتغيرات التي يعملها المعلم في الفصل الدراسي، وتحسين عملية التدريس، والخروج بفكرة جديدة، لتطبيقها في التخطيط المستمر، واتخاذ القرارات اللازمة في الفصل الدراسي، وملاحظة تأثير هذه الأفكار حتى تستمر دورة جديدة من التأمل والتقويم.
وذلك من خلال  التساؤلات في أنموذج التأمل التالي:
س1 حين أتأمل في الدرس الذي نفذته أتساءل؟ إلى أي مدى كان التلاميذ منشغلين بالتعلم بشكل منتج ومفيد؟
س2 هل تعلم الطلاب ما كنت أقصده؟ وهل تحققت أهدافي التدريسية؟ وكيف أعرف ذلك؟
س3 هل غيرت أهدافي أو خطتي التدريسية حين نفذت الدرس؟ ولماذا؟
ولعل توفر عنصر المرونة عند المعلم في عملية التدريس، يمكن أن يجيب على السؤال الثالث  لأن عملية التدريس تعني اتخاذ مئات القرارات يومياً، وبعض هذه القرارات بسيط للغاية، أما البعض الآخر فهو معقد، وأكثر القرارات أهمية، تلك المتعلقة بتعديل خطة الدرس أثناء التدريس، حتى يتبين أن ذلك التعديل سوف يُثري خبرات الطلاب، فقد تكون إحدى الأنشطة مربكة لهم أو تتطلب فهماً أعمق مما يستطيعونه، وقد يكون النشاط المبرمج مناسباً لبعضهم وغير مناسب للبعض الآخر، وبذلك يتطلب التعديل.
وقد أورد أسلتين وآخرون (2006م) في بحثهم العلمي عن الاشراف المعتمد على الأداء مثالاً يوضح التأمل المقصود في أنموذج الإشراف المعتمد على الأداء لأحد معلمي الرياضيات، والذي يمكن الاستفادة منه في أي مادة من المواد الدراسية، مع وجود قدر كبير من المرونة في كتابة التأملات، على حسب ما توصل إليه كل معلم، وقد احتوى هذا المثال على التالي:
1- صياغة للهدف المختار من المعلم لخطة النمو المهني، فهذه هي نقطة تركيز للتحسن التي تمثل مجال تعلم أساسي تم تحديدها من بيانات أداء الطلاب.
2- وصف مختصر لمنجزات المعلم المتعلقة بخطة النمو المهني.
3- تأمل مكتوب يناقش نمو المعلم المهني المرتبط بمنطقة تركيز الخطة.
4- مناقشة بيانات أداء الطلاب المرتبطة بمنطقة تركيز النمو المهني للمعلم.
5- أفكار للنمو المهني المستقبلي، مرتكزة على حاجات تعلم الطلاب.
ومما تجدر الإشارة إليه، أن ملف الإنجاز المهني في الأنموذج الجديد يُعتبر أيضاً نوعاً من أنواع المحاسبية  Accountabilityللمعلم على جودة ما قدمه من أعمال وأنشطة وقدرة تدريسية وما يجب أن يحتويه ملف الإنجاز المهني، ويشمل هذا الملف على:
· تقرير المعلم الأولي للمشرف التربوي حول تحليل أداء الطلاب في مجال التعلم الأساسي للطلاب وتقارير أداء الطلاب في المجال المستهدف ” منطقة الضعف”
· قائمة بالمصادر العلمية المتعلقة بالمادة الدراسية وبمنطقة الضعف أو التعلم الأساسي.
· ملخصات مكتوبة لمواد قرائية من المصادر المرتبطة بالمجال المستهدف.
· ملخص للتعلم الجديد المكتسب.
· مواد أو برامج تمت إقامتها أثناء الاستعداد لتطبيق الأنموذج كورش العمل أو مناقشات مع زملاء المهنة أو ومداولات إشرافية مع المشرف التربوي.
· تأملات مكتوبة حول التعلم الجديد المكتسب، وأثر الأنموذج في رفع مستواه المهني.
· ملخصات حول أنواع الاختبارات التقويمية التي استخدمت أثناء تطبيق الأنموذج.
· استجابات الطلاب لتلك الاختبارات، بالإضافة إلى أمثلة أخرى لأعمال الطلاب.
· تعليقات المشرف التربوي، حول الأداء للمعلم، وأثر الأنموذج عليه.
ولعل اكثر الطرق وضوحاً في أنموذج الإشراف المعتمد على الأداء، تكمن في تحليل نتائج الطلاب إذ تُعتبر في الأساس عملية تقويم واختبار وتحصيل أداء الطلاب، ولهذا يجب أن يختار المعلم وسائل التقويم المناسبة ، وذلك وفقاً لهدف التحسين ” منطقة التركيز” التي يُريد تحقيقها.
وهناك مجموعة من طرق تحليل نتائج الطلاب منها:
1.      الملاحظة المنظمة.
2.      المقابلة الشخصية.
3.      الاختبارات التحصيلية بأنواعها المختلفة.
ومن أهم شروط نجاح أنموذج الإشراف المعتمد على الأداء:
عندما تتوفر الشروط التالية وهي تسعة شروط، فإن هذا الأنموذج يحقق درجة عالية من النجاح، وبقدر توفرها تتولد رغبة أقوى لتطوير عملية التعلم، ومن هذه الشروط ما ذكرها أسلتين وآخرون (2006م) :
1-   ثبات الهدف
2-   التزام قادة المدرسة وإدارة التعليم بالأنموذج
3-    التشاركية
4-   الدعم المعنوي والمادي
5-   بناء الثقافة في مجتمع التعلم
6-    تَوَفُّر الوقت اللازم للنجاح
7-   القدرة على جمع البيانات وتحليلها بمهارة
8-  الحوارات المنفتحة بين المعلم والمشرف التربوي والمدير
9- التجديد والابتكار
ان من ينظر الى واقع تطبيق هذا الاتجاه الحديث في الميدان التعليمي يجد انه لايمارس في كثير من جوانبه ولايستخدم من الا بعض الأساليب التي حتى لاتطبق بالطريقه الصحيحه والمطلوبه فعلى سبيل المثال تحلل نتائج الطلاب كنوع من التوثيق فقط ولايستفاد منها في وضع خطط مستقبليه تصحيحيه للوضع الحالي القائم،وكذلك التأمل لايمارس مطلقاً من قبل المعلم ولا المشرف على حداً سواء ايضاً ملف الإنجاز المهني يعتبر حقيبه جمع وعرض للأعمال والإنتاج فقط في حين ان الهدف من ملف الإنجاز المهني بالمعنى العلمي الصحيح هو تحسين ورفع المستوى المهني للمعلم وتطوير مهاراته
لذلك لابد من استخدام هذا الاتجاه الحديث بجميع اساليبه وطرائقه من خلال دراسة احتياجات الميدان التربوي ووضع الخطط المستقبليه لتحسينه وتطويره ورفع مستوى المخرجات التعليميه كذلك التأكيد والأخذ بالممارسات التأمليه بمفهومها العلمي الصحيح والاستفاده من نتائجها وتحليل نتائج الطلاب من اجل تطوير العمليه التعليميه وعلاج القصور الموجود وتصميم ملفات الإنجاز المهنيه ليس لعرض وحصر الإنجازات وإنما لرفع المستوى المهني وتطوير الميدان التعليمي
وختاماً فإن الاشراف التربوي فن و مهارة ، وتشكيل فرق العمل الفعالة مهارة اصعب، لذا فمن المهم ان يعمل الفريق نحو تحقيق الاهداف التي يسعى اليها وينشدها من خلال الادوار التي يلعبها كل عضو من الاعضاء وذلك باتباع أفضل الاساليب والوسائل. ولابد للمشرفة التربوية ان يعمل على توفير المناخ الايجابي الذي يحفز المعلمات على إداء واجباتهن ومهامهن بمهارة وفعالية وانتاجية عالية واضعات نصب أعينهن تعلم طالباتهن والسعي لتحسين هذا التعلم بشتى الوسائل.


......................................................................................


المراجع للفائدة والاستزادة حول الموضوع:

1- البابطين, عبدالعزيز. (1425هـ), اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي. مكتبة العبيكان. الرياض .
2- الحبيب, عبدالرحمن. (1417هـ). التوجيه والإشراف التربوي في دول الخليج العربي. مكتب التربية العربي لدول الخليج. الرياض .
3- حسين, سلامة وعوض الله سليمان. (2006م), اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي. الأردن .
4- الحميد, ماجد. (1426هـ). "فاعلية برنامج الإشراف التربوي في التربية الفنية من وجهة نظر المعلمين والعلمات", رسالة ماجستير غير منشورة. كلية التربية. جامعة الملك سعود. الرياض .
5-  الدويك, تيسير وآخرون. (2001). أسس الإدارة التربوية والمدرسية والإشراف التربوي . دار الفكر. عمان. الأردن .

6- الرشيد, خالد. (1421هـ). "مدى معرفة مشرفي العلوم الشرعية الأهداف السلوكية ومراعاتها أثناء إشرافهم في المرحلة الثانوية". رسالة ماجستير غير منشورة. كلية التربية, جامعة الملك سعود. الرياض .

.........

هناك تعليق واحد:

وو يقول...

مقال ثري ومفيد جدددا. جزاك الله خيرا.